أبو القاسم الزمخشري (متوفي 538هـ) :
قال الزمخشري في تفسيره :
«النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ( في كل شيء من أمور الدين
والدنيا ) منْ أَنفُسِهِمْ » ولهذا أطلق ولم يقيد ، فيجب عليهم أن يكون
أحبّ إليهم من أنفسهم ، وحكمه
أنفذ عليهم من حكمها ، وحقه آثَرَ لديهم من حقوقها ، وشفقتهم عليه أقدم من
شفقتهم عليها ، وأن يبدلوها دونه ويجعلوها فداءه إذا أعضل خطب ، ووقاءه إذا لقحت
حرب ، وأن لا يتبعوا ما تدعوهم إليه نفوسهم ولا ما تصرفهم عنه ، ويتبعوا كل ما
دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفهم عنه ، لأنّ كل ما دعا إليه فهو إرشادٌ لهم إلى نيلِ النجاةِ
والظفرُ بسعادةِ الدارين وما صَرَفَهم عنه ، فأخذ بحجزهم لئلا يتهافتوا فيما يرمي
بهم إلى الشقاوة وعذاب النار .
الزمخشري
الخوارزمي ، أبو القاسم محمود بن عمر ، الكشاف
عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، ج 3 ، ص 531 ، تحقيق : عبد الرزاق المهدي ، بيروت ،
ناشر : دار إحياء التراث العربي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق